خلال العقد الأخير، أصبحت منطقة القرن الإفريقي (الواقعة على رأس مضيق باب المندب، ويحدها المحيط الهندي جنوبًا، والبحر الأحمر شمالًا، وتقع بها دول: جيبوتي والصومال وإريتريا وإثيوبيا. وتمتد إلى دول أخرى بالجوار) ساحة للتنافس العالمي والإقليمي. اكتسبت المنطقة أهميةً متزايدة نظرًا لموقعها الفريد والمؤثر في حركة التجارة البحرية والاستراتيجيات الأمنية الأوسع للقوى الدولية.
على الصعيد العالمي، حضر تنافس الولايات المتحدة مع الصين وروسيا (وإن كانت الأخيرة بشكل أقل تأثيرًا). بينما على صعيد القوى الإقليمية تنامى التواجد التركي والإيراني والإسرائيلي، تبعه حضور متزايد لدول الخليج، وعلى رأسهم السعودية والإمارات وقطر.
أما مصر فقد دفعتها أزمة سد النهضة مع إثيوبيا لمحاولة استعادة العلاقات مع مجالها الحيوي الذي تدهور التواصل معه إبان العقود الماضية. والحفاظ على الأمن البحري لقناة السويس، حيث باب المندب هو مدخل البحر الأحمر المتصل بالبحر المتوسط عبر القناة المصرية.